تُعتبر الحقوق الشرعية من القضايا المهمة في الفقه الإسلامي تبعا لاهداف الاسلام وهو تحقيق العدالة الاجتماعية وتعزيز روح التكافل بين المسلمين. ومن أبرز هذه الحقوق: الزكاة، الخمس، الكفارات، الصدقات، والنذور. تُستخدم هذه الموارد المالية لرعاية الفئات الضعيفة في المجتمع،

بما في ذلك الأيتام والفقراء والمساكين.

رعاية وكفالة الأيتام في الإسلام:-

تُعد رعاية الأيتام من القيم المركزية والأساسية التي يحث عليها الإسلام، إذ قال تعالى:

> "فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ" (الضحى: 9).

وقال أيضًا: "وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَىٰ قُلْ إِصْلَاحٌ لَّهُمْ خَيْرٌ" (البقرة: 220).

و النبي الاكرم محمد (صلى الله عليه وآله) أعطى لكافل اليتيم مكانة عالية حيث قال : "أنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة" وأشار بأصبعيه السبابة والوسطى كإشارة الى ان كافل اليتيم بشرطه وشروطه بمنزلة قريبة من منزلة النبي واله الطاهرين .

الخُمس: من موارد كفالة و رعاية الأيتام

تُعد أموال الخمس والزكاة مصدرًا أساسياً لرعاية الأيتام والفقراء ( من الهاشميين وغيرهم ) فيولي الفقه الاسلامي وخصوصا في الفقه الشيعي الامامي واهتم فقهاء اهل البيت ( عليهم السلام ) على طول الوقت تأسيا بالائمة الطاهرين على اعتبار الايتام من اهم موارد الحقوق الشرعية ( الخمس ، الزكاة ، الصدقات والهبات العامة ) والاهتمام بهم وتوفير الحصانة الاجتماعية لهم باعتبار ان الايتام يخسرون اهم الاركان التي يستندون اليها في حياتهم الخاصة والعامة و ما نذكره ادناه مثالا قريبا لهذا الاهتمام والرعاية وفقاً لفتاوى المرجع الديني الاعلى السيد علي السيستاني، فقال ( دام ظله ) يُقسم الخمس إلى قسمين:

1. سهم الإمام (عليه السلام): يُصرف بإذن المرجع على الأمور التي يرى فيها مصلحة المجتمع الإسلامي ومنها الموارد المعروفة وعلى رأسهم الايتام والمعوزين .

2. سهم السادة: يُوزّع على المحتاجين والفقراء من ذرية النبي (صلى الله عليه وآله).

السيد السيستاني ( دام ظله ) ، باعتباره مرجعا عاما لشيعة اهل البيت ( ع) بل لعدد كبير من المسلمين في العالم يهتم كثيرا في وضع الضوابط الدقيقة لصرف الحقوق الشرعية. ولذلك هو يُشترط أخذ الإذن منه أو من وكيله الشرعي في صرف الحقوق على مستحقيها لضمان توجيه الأموال إلى أوجه الإنفاق الصحيحة.

توجيه أموال الحقوق لرعاية الأيتام :-

ولما كان السيد السيستاني ( دام ظله ) يضع رعاية الأيتام ضمن الأولويات في صرف الحقوق الشرعية كما هو واضح من رعايته للمؤسسات التي تهتم برعاية وكفالة الايتام واعطائهم الاذن بصرف الحقوق الشرعية على الايتام ومنها مبرات التضامن لرعاية وتأهيل الايتام

مع اضافة شروط احترازية اخرى منها :

1. تحقق الحاجة: أن يتم التأكد من أن الأيتام مشمولين بشروط الفقر أو العوز.

2. صرف الأموال بطريقة تحفظ كرامتهم: بحيث تشمل الغذاء، التعليم، الصحة، والمسكن.

3. الشفافية في التوزيع: لضمان إيصال الأموال للمستحقين دون إسراف أو تلاعب.

دور المؤسسات الخيرية:-

تقوم المؤسسات الخيرية بدور مهم في تنفيذ توجيهات المرجعية، إذ تتولى إدارة الأموال وتوزيعها على الأيتام والفقراء ، ومحاولة صرف الاموال بالطريقة المناسبة المتوافقة مع الشريعة الاسلامية ومن أبرز هذه المؤسسات: على مستوى العراق والمحافظة هي مؤسسة العين وكذلك مبرات التضامن لرعابة وتأهيل الايتام

الخلاصة:-

صرف الحقوق الشرعية لرعاية الأيتام هي مسؤولية عظيمة تتطلب الدقة في التنفيذ والأمانة في التصرف. ويؤكد المرجع السيد السيستاني أهمية الالتزام بالضوابط الشرعية لضمان تحقيق العدالة وإيصال الحقوق لمستحقيها بما يحفظ كرامتهم ولذلك نجد لزاما ان نوجه اهتمام الخيرين الكرام الى ضرورة التعاون معنا لانجاح وتقويم هذه المؤسسات والمشاريع الخيرية التي لا يمكن لها ان تستمر لولا التكاتف والتعاون من قبل الجميع بكل ما يمكنهم

ومن المهم ايضا أن ننوه الى ان إدارة مبرات التضامن لرعاية وتاهيل الايتام في محافظة ذي قار، تسعى جاهدة الى توفير كل المتطلبات الشرعية والاخلاقية في كفالة الايتام ورعايتهم عبر مدارس ومبرات التضامن في انحاء المحافظة وتكفل بمعدل (١٦٠٠ ) يتيما و تعتمد بشكل اساسي في الجانب المادي على الخيرين والمتبرعين والكفلاء والمؤمنين من خلال إحتساب حقوقهم الشرعية واستحصال وصل استلام من مكتب المرجع الاعلى السيد السيستاني (دام ظله) .