هذا النجاح رسالة شكر لكل كفيل، ولكل داعم، ولكل أم...
حوراء محمد فاضل.. زهرة التضامن التي أزهرت بالعلم وتألقت بالتفوق
91% في المتوسطة وشهادة تفوق أخلاقي وعلمي منذ الابتدائية
التاريخ

حوراء محمد فاضل.. زهرة التضامن التي أزهرت بالعلم وتألقت بالتفوق
91% في المتوسطة وشهادة تفوق أخلاقي وعلمي منذ الابتدائية
في قلب حي المعلمين بمدينة الناصرية، حيث تختلط المعاناة بالأمل، كتبت الطالبة حوراء محمد فاضل قصة نجاح ملهمة، بحصولها على معدل ٩١٪ في الصف الثالث المتوسط، من متوسطة التضامن الأولى للبنات، مؤكدة أن التفوق لا يعترف باليُتم ولا بالفقد، بل يصنعه الإصرار والرعاية والمثابرة.
حوراء، من مواليد 2009، فقدت والدها في عام 2021 بسبب جلطة دماغية، ومنذ ذلك الحين، أصبحت والدتها الحاضن الأول والركيزة الثابتة في حياة حوراء وشقيقها الأصغر أبا ذر، الذي لا يزال على مقاعد الدراسة في المرحلة الابتدائية. يعيش أفراد الأسرة في منزل مستأجر بسيط، لكن الطموح العالي لحوراء وأخيها حوّل الظروف الصعبة إلى دافع للإنجاز والتميز.
كانت بدايات حوراء في مدرسة التضامن الأولى الابتدائية، وهناك لمعت موهبتها وتفوقها، وقد عبّر الأستاذ ناصر الخفاجي، مدير المدرسة، عن اعتزازه بها قائلاً، "لقد عرفنا حوراء طالبةً نجيبة متفوقة في دراستها وأخلاقها. كانت من أوائل المدرسة، وها هي اليوم تواصل مسيرتها الناجحة في المتوسطة بكل فخر."
لتكمل حوراء مشوارها في متوسطة التضامن الأولى للبنات، وتثبت أنها من النماذج التي يُشار إليها بالبنان، بما تحمله من أدب، وذكاء، وانضباط علمي، ونجاح مشهود.
المشرف العام سماحة الشيخ محمد مهدي الناصري، تحدث عنها بحفاوة، قائلاً، "نحن مسرورون بهذا النجاح الذي تمثله الطالبة حوراء. لقد سُقينا هذه الزهور بالعناية والحرص، وها نحن نقطف ثمارها المباركة. حوراء ثمرة من ثمار الرعاية التي امتدت من مكتب المبرات إلى قلب الأسرة والمدرسة، وهي تمثل الأمل النابض في قلوبنا."
ولا تكتمل القصة دون الإشارة إلى أخيها أبا ذر، الذي يسير بخطى ثابتة في دربه التعليمي، ليكون امتدادًا لمسيرة التفوق والنجاح في هذه الأسرة الطيبة. نسأل الله أن يحفظهما ويوفقهما في مراحل دراستهما المقبلة.
ختاماً، في عالم يُقاس فيه النجاح بالإصرار لا بالظروف، تبرهن حوراء محمد فاضل أن اليُتم ليس نهاية، بل بداية لحكاية مجد. إنها واحدة من زهور التضامن، وأيقونة تُلهم كل يتيم بأن التفوق حقّ له إذا وُجد من يؤمن به.
أخر النشاطات
من غرفة بسيطة وأم صابرة، خرج مهدي يحمل شعلة العلم،...