برؤية الشيخ محمد مهدي الناصري.. المعلمون يرعون والتضامن تحتضن أبناءها في العطلة الصيفية
التاريخ

في مشهد يعكس عمق الانتماء القيمي والتربوي في المجتمع، سلطت خطبة الجمعة التي ألقاها سماحة الشيخ محمد مهدي الناصري بتاريخ 23 أيار 2025، في جامع الشيخ عباس الكبير وسط الناصرية، الضوء على ظاهرتين اجتماعيتين لافتتين تستحقان التقدير والدعم.
مرافقة تربوية ملهمة خلال الامتحانات
أثنى الشيخ الناصري على المبادرة النبيلة التي أطلقها عدد من المعلمين والمدرسين في المحافظة، والمتمثلة بمرافقة تلامذتهم وطلبتهم أثناء الامتحانات النهائية، ومساعدتهم على مراجعة الدروس وتهيئتهم نفسياً قبل دخول قاعة الامتحان. وقد وصف هذه الخطوة بأنها "عطاء كريم وسلوك إنساني راقٍ"، داعياً إلى الاحتفاء بها مجتمعيًا، وتكريم التربويين الذين يثبتون كل يوم أنهم أكثر من مجرد ناقلي معلومة، بل حاضنون لآمال الطلبة، وركائز لبناء الأجيال.
العطلة الصيفية.. من مساحات الفراغ إلى فضاءات النمو .
وفي معرض حديثه عن أهمية استثمار العطلة الصيفية، أكد الشيخ الناصري أن من الواجب تحويل هذا الوقت الطويل إلى موسم حافل بالنفع والمعرفة، وذلك عبر إقامة دورات تعليمية وتربوية وأخلاقية تشغل أوقات الأبناء بما ينفعهم ويحفظهم من الانزلاق نحو الفراغ والانحراف.
وفي هذا السياق، جدد دعوته لتفعيل مشروع "مدارس الإمام الصادق الصيفية" التي تقيمها جمعية التضامن الإسلامي سنويًا، وتُعد من أنجح المبادرات في هذا المضمار، حيث تقدم برامج متنوعة تجمع بين التعليم الديني، والتوجيه الأخلاقي، والنشاط الترفيهي. تنتشر هذه المدارس في المساجد والمراكز الدينية في معظم مناطق محافظة ذي قار، وتستقبل المئات من التلاميذ خلال أشهر الصيف.
مدارس التضامن للأيتام.. رعاية شاملة خلال العطلة .
ولأن الرعاية التربوية لا تكتمل دون احتضان الشرائح الأكثر حاجة، تفتح مدارس التضامن للأيتام أبوابها خلال العطلة الصيفية لاستقبال الأيتام المسجلين في أقضية ونواحي المحافظة، ضمن برنامج صيفي شامل. ويؤكد الشيخ محمد مهدي الناصري، المشرف العام على هذه المدارس، أن هذا البرنامج مصمم ليكون تعليميًا، تطويريًا، دينيًا وترفيهيًا، ويهدف إلى وقاية الأيتام من الفراغ والانحراف، وتغذيتهم روحيًا وفكريًا، وتوجيههم نحو مستقبل أفضل.
وتبرز هذه الرؤية التربوية الشاملة التي يتبناها الشيخ الناصري باعتبارها نموذجًا عمليًا في تعزيز الوفاء للعهد الاجتماعي، والإخلاص في خدمة المجتمع، والتكافل مع الفئات الأضعف. وهي رؤية تستلهم من القرآن الكريم والوصايا النبوية دعوة دائمة لصناعة مجتمع متماسك، يقوم على التربية الواعية، والوفاء بالعهود، والتفاعل الإيجابي مع جميع أطياف المجتمع.
ختاماً إن ما دعا إليه سماحة الشيخ محمد مهدي الناصري، وحرص عليه من دعم المعلمين ومشاريع العطلة الصيفية، ليس سوى تجسيد لروح المسؤولية التي يُراد أن تسود بين الجميع. إنها دعوة للعودة إلى الضمير الحي، والعمل المؤسساتي الفاعل، والتفاعل مع المجتمع لاكتشاف مكامن العطاء، ودعم النماذج التي تستحق أن تكون قدوة للأجيال.