هذا النجاح رسالة شكر لكل كفيل، ولكل داعم، ولكل أم...
من حضن التضامن ودفء الأم.. مهدي منتظر يتألّق بمعدل 97٪ ويُلهم قلوب الأيتام
من غرفة بسيطة وأم صابرة، خرج مهدي يحمل شعلة العلم، وأثبت أن التفوق ليس حكرًا على أحد.. بل هو ثمرة الإيمان والرعاية. هذا من أبناء التضامن، وهذا من صُنّاع الأمل الحقيقيين.
إعلام مكتب مبرات التضامن في ذي قار
التاريخ

قصة نجاح جديدة يسطرها أحد أيتام العراق في مدرسة التضامن الأولى للأيتام في الناصرية، حيث استطاع التلميذ مهدي منتظر طالب أن يحقق معدلًا مميزًا بلغ 97٪ في الامتحانات الوزارية النهائية للعام الدراسي 2024 – 2025، ليؤكد أن اليُتم ليس عائقًا، بل دافعًا نحو القمة.
ولد مهدي عام 2014، وذاق ألم الفقد مبكرًا، حين رحل والده عن الحياة في السابع من كانون الأول/ديسمبر 2021 وهو في الصف الثالث الابتدائي. لم يكن الفقد عاديًا، فقد كان الابن البكر في عائلته، وكان شديد التعلّق بوالده، ما جعل لحظة الفراق صدمة كبيرة في وجدانه.
لكن ما إن هدأ الحزن، حتى بدأت رحلة الصعود. فالطفل الصغير الذي شعر بالمسؤولية، احتضنته والدته العظيمة، تلك السيدة الصابرة التي أخذت بيده وبيد إخوته الثلاثة، لتصنع منهم قصة نجاح حقيقية. يعيشون في غرفة صغيرة ومطبخ مشترك مع جدهم (أبي والدتهم)، لكن هذه الظروف القاسية لم تكن عائقًا أمام حلمهم.
■ المدرسة تفتخر بتلميذها:
الأستاذ ناصر الخفاجي، مدير مدرسة التضامن الأولى في الناصرية، قال في حديثه عن التلميذ مهدي منتظر:
> "مهدي كان متفوقًا دائمًا منذ المراحل الأولى، وهو من الطلبة الأوائل بلا انقطاع. كنا نرى فيه الإرادة والهمة، واليوم نقطف ثمرة هذا الجهد بهذا التفوق الباهر. نحن فخورون جدًا به، وبوالدته التي صبرت وغرست فيه هذا الإيمان بالعلم."
■ المشرف العام يشيد:
سماحة الشيخ محمد مهدي الناصري، المشرف العام لمبرات التضامن لرعاية وتأهيل الأيتام في ذي قار، علّق على تفوق التلميذ مهدي منتظر بالقول:
> "كلما أخبرتموني أن أحد أبناء هذه الشريحة من الأيتام حقق معدلًا عاليًا، شعرت أن تعبنا لم يذهب سدى. هذا الفتى وأمثاله هم ثمار ما غرسناه من رعاية وعناية. نفرح بهم، ونطمح أن نراهم يومًا ما قادة لهذا البلد العريق."
■ رسالة إلى المجتمع:
مهدي ليس مجرد تلميذ متفوق، بل رمز لقصة كفاح يومي تقودها أم صابرة، وتحتضنها مدرسة محبة، وتساندها مؤسسة خيرية إنسانية. هو أحد النماذج التي تُثبت أن الاستثمار في رعاية الأيتام هو استثمار في المستقبل، وأن الخير ما زال حيًّا في قلوب الناس.
أخر النشاطات
91% في المتوسطة وشهادة تفوق أخلاقي وعلمي منذ الابتدائية